آخر الأحداث والمستجدات
التوضيح المفيد في طريقة الهدم بالمفيد (حول مسرح حديقة الحبول)
فوجئت على صفحة موقع مكناس بريس في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بورقة تحت عنوان (توضيح ) لها علاقة بعملية هدم مدرجات مسرح الحبول بمكناس، هذا المسرح الذي يعتبر من أكبر مسارح الهواء الطلق بالمغرب وله تاريخ كبير بالوجدان الثقافي والفني لساكنة مكناس وللمغاربة، هذا (التوضيح ) ربما في نظري يحاول أن يبرر الهدم وأن يفتح الطريق لهدم مجموعة من المؤسسات الأخرى في غياب لمن يندد أو يصرخ لان البطون مثخنة بالعجينة، توضيح خطير للأسباب التالية:
(توضيح ) بدون توقيع وهذا أمر في غاية الخطورة، فهل يتعلق الأمر بشخص؟ أم بمؤسسة؟ إن كانت مؤسسة فهل هي مؤسسة خاصة أم مؤسسة عمومية؟. أن يتم نشر( توضيح) بدون توقيع، يعني أن لا أحد يتحمل مسؤوليته، يعني أن التوضيح في حد ذاته لا قيمة له، يعني أن هناك غياب في التواصل بين المواطنين والمسؤولين عن هدم هاته البناية، يعني أن هناك احتقار لذكاء من عبروا عن رأيهم في هدم مدرجات مسرح الحبول.
الشيء الخطير في التوضيح هو الكذب بالصور وبعلانية، فالمدرجات العلوية هدمت وزرعت في محلها مجموعة من النباتات، والسفلية هدمت، وجزء كبير من مدرجات الجانب الأيمن من الفضاء تم محوه، بمعنى واضح (من التوضيح )أن المدرجات بشكلها النصف الدائري قد هدمت بشكل تام ، وأن المسرح الذي كان يحتضن عروضا فنية وازنة بسعة جماهيرية كبيرة لم يعد فيه أماكن للجمهور بالشكل الذي عرف به. نحن الآن نتحدث عن بناية يعرفها المغاربة وخصوصا الساكنة المكناسية فيكفي زيارة بسيطة لمسرح الحبول لنكتشف (التوضيح ) يعني نكتشف المغالطات، وحبول الكذب قصيرة.
العنصر الثالث والخطير والذي هو إشارة إلى أن مكناس مهددة في معمارها هو هاته الجملة :( كما أن البناية والمدرجات وخشبة المسرح لم يحدث أن تم تصنيفهم كبناية أو كمعلمة تاريخية ) مضمون هاته الجملة مسرح الحبول غير مصنف سنهدمه، وسنهدم كل البنايات الغير المصنفة، مسرح الحبول لا قيمة له سنهدمه ولنا كامل الحقوق لهدمه لأننا لا نحتاج للفن في مكناس، لا نحتاج لمسرح الحبول، لا نحتاج لنداءاتكم ، سنهدم وسنبعث بتوضيحات لتبرر هدمنا، سنهدم كل البنايات فكما هدمنا سينما الريجان وأمبير، وسنهدم مستقبلا قاعات : المونديال وأبولو والأطلس وأب س ، وكاميرا ، ..مالكم، سنحول المدينة إلى مولات لبيع الملابس الداخلية، ومقاهي للشيشا، ومباني تجارية، سنستثمر في اقتصاد المحلبات والملبنات والمثلجات والمكسرات والمدخنات لأنها ستجلب الاستثمار للمدينة، أما الثقافة والفن ففيهما فقط صداع الرأس بدون ربح.
واليوم أطالب بسحب هذا ( التوضيح) لأنه يسئ أولا لمن ارتكبه، كما يسيء لصورة المغرب في الخارج، كما ألتمس من السيد عامل مكناس وبحكم غيرته على المدينة، أن يتدخل لكي يعطي تعليماته لإعادة بناء ما تم هدمه من مدرجات وبالتالي إعادة الاعتبار والاهتمام لهذا المسرح الذي لا نجد له نظيرا في المغرب. مسرح للهواء الطلق مؤسسة ثقافية وبناية معمارية في قلب مكناس قادرة على احتضان أكبر التظاهرات والمهرجانات الثقافية والفنية الدولية.
بوسلهام الضعيف
كاتب ومخرج
منسق لحركة نداء مكناس للحفاظ على المؤسسات الثقافية والفنية بمكناس
الكاتب : | بوسلهام ضعيف |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2021-10-29 15:19:20 |